رئيس الجمهورية يدعو العرب لرص الصفوف وتجاوز الخلافات
أكد رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني، في خطابه اليوم خلال الدورة العادية الـ 32 لجامعة الدول العربية، “أن ما يلوح، في خضم الأزمات المتنوعة التي تجتاح العالم، من بوادر تغيرات جيوستراتيجية عميقة، ليؤكد حاجتنا الماسة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات لتطوير وترقية عملنا العربي المشترك”.
نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
خادم الحرمين، صاحب الجلالة، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشّقيقة، رئيس الدورة الحالية؛
أًصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أصحاب المعالي والسعادة؛
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية؛
أصحاب المعالي، ممثلو المنظمات الدولية والإقليمية؛
السادة والسيدات؛
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أود، بداية، التوجه بالشكر الجزيل إلى خادم الحرمين، صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى ولي عهده، رئيس مجلس الوزراء، سمو الأمير محمد بن سلمان، وإلى الشعب السعودي عموما، على استضافة هذه الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، وعلى ما أحطنا به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ وصولنا لهذه الأرض الطيبة، المباركة.
كما أهنئ جلالته، على تسلم رئاسة مجلس جامعة الدول العربية، مشيدا بما يضطلع به، وولي عهده، من دور ريادي وفعال في خدمة قضايا أمتنا العربية.
ويطيب لي كذلك أن أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على إسهامه في الدفع قدما بالعمل العربي المشترك، خلال رئاسته للدورة الماضية.
ولا يسعني، في المقام، إلا أن أنوه، أيضا، بالجهود الدؤوبة التي يبذلها سعادة الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط وفريقه في سبيل تطوير عمل جامعتنا العربية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أيها السادة والسيدات؛
إن ما يلوح، في خضم الأزمات المتنوعة التي تجتاح العالم، من بوادر تغيرات جيوستراتيجية عميقة، ليؤكد حاجتنا الماسة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات لتطوير وترقية عملنا العربي المشترك.
فذاك هو السبيل الأمثل إلى تعزيز قدرتنا الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحديات الراهنة، وإلى الرفع من فعالية جهودنا في تحقيق ما تطمح إليه شعوبنا من تنمية وأمن واستقرار.
وإن إحساسنا بضرورة وإلحاح تطوير عملنا الجماعي ليزداد قوة كلما نظرنا إلى الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، وإلى ما يشهده عالمنا العربي من نزاعات، وما يواجه من تحديات مصيرية.
وإننا، في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لندين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية، ونجدد التأكيد، من هذا المنبر، على تمسكنا بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، عاصمتُها القدسُ الشرقية، وفقا لما تقضي به قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
ونؤكد، كذلك، تمسكنا بالحلول التي تحفظ الوحدة الترابية وترسي دعائم الاستقرار والأمن في كل من ليبيا واليمن، مستبشرين بما يلوح من انفراج في البلدين.
كما ندعو، في ذات الوقت، إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفعال في جمهورية السودان، ولخلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني، وللتأسيس لحل سياسي شامل، في هذا البلد الشقيق.
وإنني لأشيد، هنا، بكل الجهود العربية المبذولة في هذا الصدد، وخاصة بالرعاية السعودية الكريمة للمحادثات بين الأطراف السودانية الشقيقة آملا أن يفضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى رسم خارطة طريق تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه وحق مواطنيه في الأمن والاستقرار.
وأشيد كذلك بعودة جمهورية سوريا الشقيقة للحضن العربي، آملا لها أن تستعيد بشكل كامل دورها المحوري التاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك. ومرحبا بأخي صاحب الفخامة، الرئيس بشار الأسد، بين أشقائه.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أيها السادة والسيدات؛
إن العمل العربي المشترك، لا يقوى، إلا بقدر قوة الشراكات الاقتصادية بين بلداننا العربية، ولذا لا بد لنا من تعزيز تبادلاتنا الاقتصادية البينية، تمهيدا لقيام سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستديمة وشاملة في فضائنا العربي.
ومن هذا المنطلق، تنبع الأهمية القصوى التي توليها بلادنا لانعقاد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، في نواكشوط مطلع شهر نوفمبر القادم، والتي يحدونا الأمل في أن تكون محطة متميزة في مسيرة العمل العربي المشترك.
وإنني إذ أرجو لأعمال هذه الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية كل النجاح والتوفيق، لأعبر لكم، مسبقا، اخوتي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، عن سروري باستقبالكم في نواكشوط للمشاركة في فعاليات القمة العربية التنموية، في دورتها الخامسة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.”